نداء بال – متابعات
حذّرت دراسة بحثية صادرة عن مركز دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) من تداعيات الاستثمارات الخليجية الواسعة في مصر والأردن، معتبرةً أن هذا التحول يُمثل مخاطر محتملة على المصالح الإسرائيلية في المنطقة.
ووفقًا لما نقلته قناة "روسيا اليوم"، أوضحت الدراسة أن السعودية والإمارات وقطر تخلّت عن نهج تقديم المساعدات المالية غير المشروطة، وبدلاً من ذلك، اتجهت إلى شراء أصول استراتيجية في كل من مصر والأردن، تشمل أراضي ومشاريع بنى تحتية حيوية.
وأشارت الدراسة إلى صفقة استثمارية ضخمة أعلن عنها في فبراير 2024، تضمنت استثمار 35 مليار دولار من قبل صندوق أبوظبي السيادي، خُصص منها 24 مليارًا لمشروع ضخم في رأس الحكمة. كما وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة لاحقة لمصر على اتفاق استثمار بقيمة 15 مليار دولار، في حين تعهّدت قطر بحزمة استثمارية بلغت 7.5 مليار دولار في أبريل الماضي.
وفي السياق ذاته، جذب الأردن خلال عام 2024 ما يقرب من نصف مليار دولار من الاستثمارات الخليجية، أي ما يعادل ثلث إجمالي الاستثمارات الأجنبية فيه، بحسب الدراسة، التي رأت أن هذه الاستثمارات تُظهر تحولًا واضحًا من نموذج المِنَح إلى نموذج استحواذي يستهدف الأصول الحيوية في الدولتين العربيتين.
ووفقًا للدراسة، فإن هذا التحول في سياسات التمويل قد يؤثر سلبًا على استمرار مصر والأردن في شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، خاصة في ظل مشاريع تطوير الطاقة المشتركة الجديدة بين دول الخليج ومصر والأردن.
كما عبّرت الدراسة عن قلقها من سيناريو بديل لمسار الممر الاقتصادي الهندي-الأوروبي (IMEC)، حيث تُدرس احتمالات تحويل مسار الممر من الأردن إلى سوريا بدلًا من مروره عبر إسرائيل، مما قد يُضعف من مكانة تل أبيب الجيوسياسية.
وأكدت الدراسة أن على إسرائيل تعزيز علاقاتها مع دول الخليج ومراقبة توجهاتها الاستثمارية والإعلامية في مصر والأردن، بهدف الحفاظ على نفوذها الاقتصادي والأمني.
من جهته، علّق الباحث المصري المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمود محيي الدين على ما ورد في الدراسة، قائلًا إن مركز INSS، بصفته أحد أبرز مراكز التفكير في إسرائيل، يسعى إلى تنبيه صنّاع القرار الإسرائيليين إلى التحولات الإقليمية الاقتصادية الجارية، بهدف توظيفها في سياق يخدم الأمن القومي الإسرائيلي.
وأشار محيي الدين إلى أن الدراسة صوّرت التعاون الاقتصادي العربي بين دول الخليج ومصر والأردن على أنه ابتزاز سياسي محتمل لتوسيع النفوذ، بما قد ينعكس سلبًا على هيمنة إسرائيل الإقليمية ومكانتها كمصدر للطاقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق