كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن خطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في آلية توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، بالتعاون مع منظمات دولية وشركات أمن خاصة، بعيدًا عن الأطر التقليدية التي يُعتقد أن حركة "حماس" كانت تستفيد منها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين – أحدهما إسرائيلي والآخر عربي – أن إسرائيل تعتزم تنفيذ هذه الخطة خلال الأسابيع المقبلة، بعد توقف دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مطلع مارس الماضي.
ملامح الخطة الجديدة
وبحسب ما ورد، تتخلى الخطة عن نموذج التخزين الجماعي للمساعدات، وتنتقل إلى توزيع صناديق طعام بشكل مباشر إلى العائلات، من خلال منظمات دولية ومقاولين أمنيين خاصين. سيتوجب على كل عائلة إرسال ممثل عنها لاستلام صندوق الغذاء من "منطقة أمنية" جنوب القطاع، تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي وتدابير تفتيش مشددة.
وأوضح المسؤولان أن كل صندوق غذائي سيتضمن مؤنًا تكفي لبضعة أيام، وبعدها يُسمح للعائلة بإرسال ممثلها لاستلام طرد جديد، ما تراه إسرائيل وسيلة للحد من تسرب المساعدات إلى مقاتلي "حماس".
الجيش ينسحب من التوزيع المباشر
ورغم أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك مباشرة في عملية التوزيع – نتيجة اعتراض رئيس الأركان إيال زامير – إلا أنه سيوفر الحماية الخارجية للمواقع والمنظمات المشاركة. وأُشير إلى شركة أمنية أمريكية تُدعى "أوربيس" كمشارك رئيسي محتمل في هذه العملية، علماً أن لمديريها التنفيذيين علاقات مع الوزير رون ديرمر.
ورغم غياب جدول زمني رسمي لبدء التنفيذ، حذر الجيش من أن الوقت يداهمه قبل أن تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
شكوك وتحذيرات عربية
أعرب المسؤول العربي عن شكوكه في نجاح الخطة، خصوصًا في قدرتها على تحييد "حماس" بشكل فعلي، لافتًا إلى أن ممثلي العائلات قد يواجهون مخاطر جمة أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع. وقال: "سيكونون أهدافًا سهلة".
وأشار أيضًا إلى أن الخطة قد تعتمد على توزيع الحد الأدنى من الغذاء الضروري للبقاء، ما يثير القلق من تعامل بارد مع أوضاع السكان الذين يعانون الجوع منذ شهور. وأردف: "يبدو أنهم يحسبون السعرات الحرارية حرفيًا".
كما عبّر عن مخاوفه من أن تكون هذه الخطوات جزءًا من "زحف بطيء نحو احتلال دائم"، في ظل إشارات إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يتحول إلى جهة إشراف مباشرة على عمليات الإغاثة، وهو ما يثير جدلًا واسعًا بشأن الأهداف السياسية الكامنة خلف الخطة.
رفض بديل السلطة الفلسطينية
واختتم المسؤول العربي بالإشارة إلى أن البديل الأنسب لتوزيع المساعدات يتمثل في توظيف كوادر من السلطة الفلسطينية، غير أن إسرائيل رفضت هذا الخيار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق